ابن القيم الجوزي يقول في الشيعة .. ابشع الاوصاف واقذعها

ابن القيم يقول في الشيعة .. ابشع الاوصاف واقذعها

هذا ما يقوله ابن القيم الجوزية في الشيعة كما نشره موقع شبكة الدفاع عن السنة والذي يعتبره اهل السنة والجماعة احد ابرز علمائهم .. وهو تلميذ نجيب لشيخه ابن تيمية الذي يصفه اهل السنة والجماعة بشيخ الاسلام ..

فهذا تلميذ “شيخ الاسلام” يصف الشيعة بأقذع الاوصاف ويحرض على طائفة من طوائف المسلمين ويحرض على الاقتتال والفرقة والتنابذ .. فهل هذه صفات العالم .. اقرأوا النص حتى تكونوا على بينة لما هو ات من الايام اذا ما اتيح لتيارات الاسلام السياسي من التغلغل في مؤسسات الحكم وادارات الدول.

يقول ابن القيم الجوزية :

درست معالم الإسلام لديهم فليسوا يعرفونها ، ودثرت معاهده عندهم فليسوا يعمرونها، وأفلتت كواكبه النيرة من قلوبهم فليسوا يحبونها، وكسفت شمسه عند اجتماع ظلم آرائهم وأفكارهم فليسوا يبصرونها، لم يقبلوا هدى الله الذي أرسل به رسوله، ولم يرفعوا به رأسا ً، ولم يروا بالإعراض عنه الى آرائهم وأفكارهم بأسا ً،

خلعوا نصوص الوحي عن سلطنة الحقيقة ، وعزلوها عن ولاية اليقين، وشنّوا عليها غارات التأويلات الباطلة

، فلا يزال يخرج عليها منهم كمين ٌبعد كمين ، نزلت عليهم نزول الضيف على أقوام لئام ، فقابلوها بغير ما ينبغي لها من القبول والإكرام وتلقوها من بعيد، ولكن بالدفع في الصدور منهاو الإعجاز، وقالوا: ما لك عندنا من عبورـ وإن كان لا بد ـ فعلى سبيل الأجتياز، أعدوا لدفعها أصنافا لعدد وضروب القوانين ،

وقالوا ـ

لما خلت بساحتهمـ ما لنا ولظواهر لفظية لا تفيدنا شيئا ً من اليقين، وعوامهم قالوا :حسبنا ما وجدنا عليه خلفنا المتأخرين، فإنهم أعلم بها من السلف الماضين ، وأقوم بطرائق الحجج والبراهين، وأولئك غلبت عليهم السذاجة وسلامة الصدور، ولم يتفرغوا لتمهيد قواعد النظر، ولكن صرفوا هممهم الى فعل المأمور وترك المحظور، فطريقة المتأخرين أعلم وأحكم؛ وطريقة السلف الماضين أجهل ، لكنها أسلم .

وقال :

أنزلوا نصوص السنة والقرآن منزلة الخليفة في هذا الزمان، اسمه على السكة وفي الخطبة فوق المنابر مرفوع،

والحكم النافذ لغيره، فحكمه غير مقبول ولا مسموع ، لبسوا ثياب أهل الإيمان على قلوب أهل الزيغ والخسران والغل والكفران، فالظواهر ظواهر الأنصار، والبواطن قد تحيزت الى الكفار، فالسنتهم ألسنة المسالمين؛ وقلوبهم قلوب المحاربين، ويقولون: ( ءامنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين) (البقرة 8)

ويقول تلميذ ابن تيمية ابن القيم الجوزي :

رأس مالهم الخديعة والمكر، وبضاعتهم الكذب و الغدر، وعندهم العقل المعيشي أن الفريقين عنهم راضون، وهم بينهم آمنون ) يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون) ( البقرة9(

ويقول ابن القيم :

قد نهكت أمراض الشبهات والشهوات قلوبهم فأهلكتها، وغلبت القصود السيئة على أراداتهم ونيـّاتهم فأفسدتها،

ففسادهم قد ترامى الى الهلاك، فعجزعنه الأطباء العارفون ( في قلوبهم مرض ٌفزادهم الله ُمرضا ًولهم عذاب ٌأليم بما كانوا يكذبون) (البقرة10)

ويقول :

من علقت مخال شكوكهم بأديم إيمانه مزقته كل تمزيق، ومن تعلق شرر فتنتهم بقلبه ألقاه في عذاب الحريق ومن دخلت شبهات تلبيسهم في مسامعه حالت بين قلبه وبين التصديق، ففسادهم في الأرض كثير ، وأكثر الناس عنه غافلون

(وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون *

الا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) ( البقرة 11و12)

ويقول :

المتمسك عندهم بالكتاب والسنة صاحب ظواهر، مبخوس حظه من المعقول، والدائر مع النصوص عندهم كحمار يحمل أسفارا ً، فهمه في حمل المنقول، وبضاعة تاجر الوحي لديهم كاسدة ، وما هو عندهم بمقبول، وأهل الأتباع عندهم سفهاء،

فهم في خلواتهم ومجالسهم بهم يتطيرون ( وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما ءامن السفهاء ألا هم السفهاء ولكن لا يشعرون) ) البقرة 13(

 

ويقول ابن القيم :

لكل واحد منهم وجهان ؛ وجه يلقى به المؤمنين ، ووجه ينقلب به الى إخوانه من الملحدين، وله لسانان؛ أحدهما يقبله بظاهره المسلمون، والآخر يترجم به عن سره المكنون ( وإذا لقوا لذين ْامنوا قالوا آمنـّا وإذا خلوا الى شياطينهم

قالوا إنـّا معكم إنما نحن مستهزءون ) ( البقرة 14)

ويقول :

قد اعرضوا عن السنة والكتاب أستهزاء ًبأهلها واستحقارا ً، وأبوا أن ينقادوا لحكم الوحيين فرحا ً بما عندهم من العلم

الذي لا ينفع الإستكثار منه إلا أشرا ًواستكبارا ً، فتراهم أبدا ًبالمتمسكين بصريح الوحي يستهزئون (الله يستهزيء بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون) ( البقرة 15)

ويقول :

خرجوا في طلب التجارة البائرة في بحار الظلمات ،

فركبوا مراكب الشبهة والشكوك تجري بهم في موج الخيالات ، فلعبت بسفنهم الريح العاصف، فألقتها بين سفن الهالكين

( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين) (البقرة 16)

أضاءت لهم نار الإيمان فابصروا في ضوئها مواضع الهدى والضلال، ثم طفيء ذلك النور، وبقيت نارا ًتأجج ذات تلهب واشتعال، فهم بتلك النار معذبون ، وفي تلك الظلمات يعمهون ( مثلثهم كمثل الذي استوقد نارا ًفأضاءت ما حوله

ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون) ( البقرة 17 )

أسماع قلوبهم قد اثقلها الوقر فهي لا تسمع منادي الإيمان ، وعيون بصائرهم عليها غشاوة العمى؛ فهي لا تبصر حقائق القرآن ، وألسنتهم بها خَرَس ْ عن الحق ، فهم به لا ينطقون، ) صم ّبكم ٌعمي ُفهم لا يرجعون ) (البقرة 18)

ويقول :

صاب عليهم صيـِّب الوحي وفيه حياة القلوب والأرواح ، فلم يسمعوا منه إلا رعد التهديد والوعيد، والتكاليف التي وظِّفت عليهم في المساء والصباح ، فجعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم ، وجدّوا في الهرب ، والطلب في آثارهم والصياح ، فنودي عليهم على رؤوس الشهاد، وكُشفت حالهم للمستبصرين، وضُرب لهم مثلان بحَسب حال الطائفتين منهم ، المناظرين والمقلدين ، فقيل ( أو كصيّب ٍ من السماء فيه ظلمات ٌورعدٌ وبرقٌ يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين ) (البقرة 19(

ضعفت أبصار بصائرهم عن احتمال ما في الصيب من بروق أنواره وضياء معانيه، وعجزت أسماعهم عن تلقي

رعود وعوده وأوامره ونواهيه ، فقاموا عند ذلك حيارى في أودية التيه، لا ينتفع بسمعه السامع، ولا يهتدي ببصره البصير، ) كلما أضاءت لهم مشوا فيه وإذا أظـّلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير ((البقرة 20(

ويواصل ابن القيم خطابة العنصري التميزي التكفيري فيقول :

لهم علامات يعرفون بها ، مبينة في السنة والقرآن، بادية لمن تدبرها من أهل بصائر الإيمان، *قام بهم ـ والله

*الرياء، وهو اقبح مقام قامه الإنسان، وقعد بهم الكسل عما أُمروا به من أوامر الرحمن، فأصبح الإخلاص لذلك عليهم ثقيلا ً، ( وإذا قاموا الى الصلاة قاموا كُسالى يرآءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ) ( النساء 142(

أحدهم كالشاة العاترة بين الغنمين ، تيعر الى هذه مرة والى هذه مرة ، ولا تستقر مع إحدى الفئتين، فهم واقفون بين الجمعين ينظرون أُيهم أقوى وأعزّ قبيلا ، ( مذبذبين لآ الى هؤلاء ولآ الى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له ُسبيلا)

( النساء 143)

*يتربصون الدوائر بأهل السنة والقرآن ، فإن كان لهم فتح من الله ، قالوا، إنـّا كنا في الباطن معكم، وأقسموا على ذلك جهد أيمانهم ،وإن كان لأعداء الكتاب والسنة من النصرة نصيب، قالوا : ألم تعلموا أن عقد الإخاء محكم، وأن النسب بيننا قريب؟ فيا من يريد معرفتهم خذ صفاتهم من كلام رب العالمين ، فلا تحتاج بعده دليلا، يعجب السامع قول أحدهم

لحلاوته ولينه، ويشهد الله على ما في قلبه من كذبه ، فتراه عند الحق نائما ً، وفي الباطل واقفاًعلى الاقدام ،فخذ وصفهم من قول القدوس السلام 🙂 ومن الناس ِمن يعجبك َقوله ُفي الحياة ِالدنيا ويـُشهد ُالله َ على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام ) (البقرة 204(

أوامرهم التي يأمرون بها أتباعهم متضمنة لفساد البلاد والعباد ، ونواهيهم عما فيه صلاحهم في المعاش والمعاد ،

وأحدهم بين جماعة أهل الإيمان في الصلاة والذكر والزهد والأجتهاد، فهم جنس بعضه يشبه بعضا ً، يأمرون بالمنكر بعد أن يفعلوه، وينهون عن المعروف بعد أن يتركوه، ويبخلون بالمال في سييل الله ومرضاته أن ينفقوه، كم ذكّرهم الله ُبنعمه فأعرضوا عن ذكره ونسوه، وكم كشف حالهم لعباده المومنين ليجتنبوه؟ إن حاكمتهم الى صريح الوحي

وجدتهم عنه نافرين ، وإن دعوتهم الى حكم كتاب الله وسنـّة رسوله صلى الله عليه وسلم رأيتهم عنه معرضين ،

فلو شهدت حقائقهم لرأيت بينها وبين الهدى أمدا ًبعيدا ً، ورأيتها معرضة عن الوحي إعراضا ً شديدا

فكيف لهم بالفلاح والهدى ؟ بعدما أُصيبوا في عقولهم وأديانهم وأنى لهم التخلص من الضلال والردى ؟ وقد اشتروا الكفر بأيمانهم فما أخسر تجارتهم البائرة! وقد استبدلوا بالرحيق المختوم حريقا نشب زقوم الشبه والشكوك في قلوبهم

فلا يجدون له مسيغا ً

ويقول ابن القيم بمفردات تكفيرية ظاهرة مقرونة بالشتائم :

تبـّا ًلهم ما أبعدهم عن حقيقة الإيمان! وما أكذب دعواهم للتحقيق والعرفان ، فالقوم في شأن وأتباع الرسول في شأن،

لقد أقسم الله جلّ جلاله في كتابه بنفسه المقدسة قسما ًعظيما ً، يعرف مضمونه أولو البصائر، فقلوبهم منه على وجل ، تسبق يمين أحدهم كلامه من غير أن يـُعترض عليه ، لعلمه أن قلوب أهل الأيمان لا تطمئن إليه، فيتبرأ بيمينه من سوء الظن به، وكشف ما لديه، وكذلك أهل الريبة يكذبون، ويحلفون ليحسب السامع أنهم صاقون ،

ويواصل ابن القيم وصفه للشيعة بلغة شوارعية لا علاقة لها بالعلم او العلماء فيقول :

تبا ًلهم برزوا الى البيداء مع ركب الإيمان، فلما رأوا طول الطريق وبُعد الشقة نكصوا على أعقابهم ورجعوا، وظنوا أنهم يتمتعون بطيب العيش ولذة المنام في ديارهم ، فما مُتـّعوا به ِولا بتلك النجعة أنتفَعوا ، فما هو إلا أن صاح بهم الصائح فقاموا عن موائد أطعمتهم والقوم جياع ٌما شبعوا، فكيف حالهم عند اللقاء ؟ وقد عرفوا ثم أنكروا، وعموا بعدما عاينوا الحق وأبصروا، أحسن الناس أجساما ً، وأخلبهم لسانا ً، وألطفهم بيانا ً، وأخبثهم قلوبا ً، وأضعفهم جنانا ً، فهم كالخشب المسندة التي لا ثمر لها ، قد قـُلعت من مغارسها ، فتساندت الى حائط يقيمها ؛ لئلا يطأها السالكون ( وإذا رأيتهُم تـُعجِبُك َأجسامهُم ، يؤخرون الصلاة عن وقتها الأول الى شرق الموتى ، فالصبح عند طلوع الشمس، والعصر عند الغروب ، وينقرونها نقر الغراب ؛ إذ هي صلاة الأبدان لا صلاة القلوب ، ويلتفتون فيها التفات الثعلب، إذا تيقن أنه مطرود ٌمطلوب ، ولا يشهدون الجماعة ، بل إن صلى أحدهم ففي البيت أو الدكان ، وإذا خاصم فَجَر ، وإذا عاهد غدر ،

وإذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلَف ، وإذا ائتـُمن خان، هذه معاملتهم للخلق ، وتلك معاملتهم للخالق ، فخذوا وصفهم من أول المطففين ، فما أكثرهم ! وهم الأقلون ، وما أجبرهم ! وهم الأذلون، وما أجهلهم ! وهم المتعالون ، وما أغرهم بالله ! إذ هم بعظمته جاهلون

ويقول ابن القيم موغلا في التمييز والتفريق والفرقة المذهبية والعنصرية :

إن أصاب أهل الكتاب والسنة عافية ونصر وظهور ساءهم ذلك وغمـّهُم ، ووإن أصابهم ابتلاء من الله وامتحان

يمحص به ذنوبهم ، ويكفر عنهم سيئاتهم أفرحهم ذلك وسرّهم ، وهذا يحقق إرثهم وإرث من عاداهم ، ولا يستوي من موروثه المنافقون ، كره الله طاعاتهم ، لخبث قلوبهم وفساد نياتهم ، فثبطهم عنها وأقعدهم ، وأبغض قربُهُم منه وجواره ؛

لميلهم الى أعدائه، فطردهم عنه وأبعدهم ، وأعرضوا عن وحيه فاعرض عنهم ، وأشقاهم وما أسعدهم، وحكم عليهم بحكم عدل ولا مطمع لهم في الفلاح بعده ، إلا أن يكونوا من التائبين ، ثقـُلت عليهم النصوص فكرهوها، وأعياهم حملها فألقوها عن أكتافهم ووضعوها، وتفلتت منهم السنن أن يحفظوها فأهملوها، وصالت عليهم نصوص الكتاب والسنة فوضعوا لها قوانين ردوها بها ودفعوها، ولقد هتك الله أستارهم وكشف أسرارهم ، وضرب لعباده أمثالهم ،وعلم أنه كلما انقرض منهم طوائف خلفهم أمثالهم، فذكر أوصافهم لأوليائه ليكونوا منها على حذر وبيـّنها لهم .

هذا شأن من ثقلت عليه النصوص ورآها حائلة بينه وبين بدعته وهواه، فهي في وجه كالبنيان المرصوص، فباعها من محصل من الكلام الباطل، فاستبدل منها بالفصوص، فأعقبهم ذلك أن أفسد عليهم إعلانهم وأسرارهم ( ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزّل الله ُسنطيعُكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارَهم *

فكيف إذا توفتهُم الملائكة يضربون وجوهَهُم وأدبارَهم *ذلك بأنهم اتـّبَعوا ما أسخط الله َوكرِهوا رضوانهُ فأحبط أعمالـَهُم)

)محمد26ـ 28(

أسروا سرائر النفاق فأظهرها الله على صفحات الوجوه منهم وفلتات اللسان، ووسمهم لأجلها بسيماء لا يخفون بها

على أهل البصائر والإيمان ، وظنوا أنهم إذ كتموا كفرهم وأظهروا إيمانهم راجوا على الصيارف النقاد ؟ والناقد البصير قد كشفها لكم .

فكيف إذا جُمِعوا ليوم التلاق، وتجلى الله ُجل ّجلاله للعباد وقد كُشِف عن ساق ؟ ودعوا الى السجود فلا يستطيعون

أم كيف إذا حشروا الى جسر جهنم ، وهو أدق من الشعرة، وأحدّ ُمن الحسام ، وهو دحض مزلة ، مظلم ٌ لا يقطعه أحد إلا بنور يبصر به مواطيء الأقدام ، فقـُسِمَت بين الناس الأنوار ، وهم على قدر تفاوتها في المرور والذهاب ،

وأُعطوا نورا ً ظاهرا ًمع أهل الإسلام ، كما كانوا بينهم في هذه الدار ، يأتون بالصلاة والزكاة والحج والصيام ،

فلما توسطوا الجسر عصفت على أنوارهم أهوية النفاق ، فأطفأت ما بأيديهم من المصابيح ، فوقفوا حيارى لا يستطيعون المرور ، فضُرب بينهم وبين أهل الإيمان بسور له باب ، ولكن قد حيل بين القوم وبين المفاتيح ، باطنه ـ الذي يلي المؤمنين ـ فيه الرحمة ، وما يليهم من قبلهم العذاب والنقمة ، ينادون من تقدمهم من وفد الإيمان ، ومشاعل الركب تلوح على بُعد كالنجوم ، تبدوا لناظر الإنسان : ) انظرونا نقتبس من نوركم ( لنتمكن في هذا المضيق من العبور ،فقد أطفأت أنوارنا ، ولا جواز اليوم إلا بمصباح من النور ، ( قيل ارجعوا ورآءكم فالتمسوا نورا ً) ،

حيث قسمت الأنوار ، فهيهات الوقوف لأحد في مثل هذا المضمار ! كيف نلتمس الوقوف في هذا المضيق ؟

 

انظروا العالم المتبجح ابن القيم يدعي انه يعلم ما في الصدور

وهل يلوي اليوم أحد على أحد في هذا الطريق؟ وهل يلتفت اليوم رفيق الى رفيق؟ فذكّروهم باجتماعهم معهم وصحبتهم لهم في هذه الدار ، كما يذكِرُ الغريب صاحب الوطن بصحبته له في الأسفار : ( ألم نكن معكم ) ،

نصوم كما تصومون ، ونصلي كما تصلون ، ونقرأ كما تقرؤون ، ونتصدق كما تتصدقون ، ونحج كما تحجون ؟

فما الذي فرق بيننا اليوم ، حتى انفردتم دوننا بالمرور ؟ ) قالوا بلى (ولكنكم كانت ظواهركم معنا وبواطنكم مع كل ملحد،

وكل ظلوم كفور ( ولكنكم قتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله ِوغرّكم بالله الغرور *

فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ٌولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير ) الحديد 14ـ 15(

 

وبغرور المدعي القادر على توظيف اللغة باهانة وشتم الاخرين وتمزيق وحدة الامة يواصل ابن القيم ويقول :

لا تستطيل أوصاف القوم ، فالمتروك ـ والله ـ أكثر من المذكور، كاد القرآن أن يكون كله في شأنهم ؛ لكثرتكم على الأرض وفي أجواف القبور ، فلا خلت بقاع الأرض منهم ؛ لئلا يستوحش المؤمنون في الطرقات ، وتتعطل بهم أسباب المعيشات ، وتتخطفهم الوحوش والسباع في الفلوات ،قلوبهم عن الخيرات لاهية ، وأجسادهم إليها ساعية ، والفاحشة في فجاجهم فاشية ، وإذا سمعوا الحق كانت قلوبهم عن سماعه قاسية وإذا حضروا الباطل وشهدوا الزور ، انفتحت أبصار قلوبهم وكانت آذانهم واعية .فهذه والله إمارات النفاق ، فاحذرها أيها الرجل قبل أن تنزل بك القاضية ، إذا عاهدوا لم يفوا، وإن وعدوا أخلفوا وإن قالوا لم ينصفوا ، وإن دُعوا الى الطاعة وقفوا وإذا قيل لهم : تعالوا الى ما أنزل الله والى الرسول صدفوا ، وإذا دعتهم أهواؤهم الى أغراضهم أسرعوا إليها وانصرفوا ، فذرهم وما اختاروا لأنفسهم من الهوان والخزي والخسران ، فلا تثق بعهودهم ولا تطمئن الى وعودهم ، فإنهم فيها كاذبون ، وهم لما سواها مخالفون

 

أضف تعليق