الاعلام الجديد .. اختفاء الصحف الورقية

تفيد الدراسات العلمية وإلاحصائية والتحليلية بأن الصحف والمجلات وغيرها من إلاصدارات الورقية سوف تتقلص بالتدريج على مدى السنوات القادمة حتى تختفي في عام 2020 في أمريكا الشمالية واوروبا واليابان وتشير التوقعات ايضا الى أنها سوف تستمر في الصدور في الأسواق النامية مثل أفريقيا، وأجزاء من أمريكا الجنوبية وأجزاء من آسيا الى سنة 2030

وتستند هذه الدراسات بمجملها الى الصراع والمعاناة والازمات التي تعاني منها مؤسسات النشر الورقية بسبب ارتفاع مستوى التكاليف وارتفاع مستويات الدين و انخفاض عائدات الإعلانات وزيادة المنافسة من الإنترنت. الامر الذي دفع مؤسسات اعلامية عملاقة مثل صحيفة نيويورك تايمز، وول ستريت جورنال، وتايمز أوف لندن وأستراليا الى الغاء الطبعات الورقية والانتقال الى النشرة الالكترونية وتطوير التطبيقات واستخدام الوسائط الاعلامية الجديدة على الانترنت

ومن العوامل المؤثرة والمسرعة في انقراض المطبوعات الورقية زيادة استخدام الهواتف الذكية والايباد والتطور الهائل في خدماتها وكذلك الاداء العالي للورق الرقمي والبرامج العملاقة الخاصة بالصور وانتقالها السريع والتحكم بخصائصها، بالاضافة الى التزايد الهائل في عدد مستخدمي الانترنت عبر الهاتف النقال او اجهزة الايباد الصغيرة الحجم مما يؤدي الى تمكين الصحيفة الالكترونية من الانتشار اضعافا مضاعفة من الصحيفة الورقية .

اضافة الى ذلك ما توفره المؤسسات الصحفية من اموال طائلة من خلال تخليها عن استخدام مكائن الطباعة والاحبار والمخازن وسيارات التوزيع وعدد كبير جدا من العمال والفنيين.

اما لماذا لن تختفي الصحف الورقية فورا طالما هذه الحقائق مقنعة لي مؤسسة صحفية لتغلق ابوابها الورقية فورا ؟؟ يقول الخبراء انه ما زال هناك سوق صغير زبائنه ما يمكن ان يطلق عليهم اميوا الانترنت من كبار السن والذين ترسخت لديهم ثقافة القراءة الورقية لدرجة انهم يعبرون عن ذلك بالقول انهم لا يعتبروا الصحافة الالكترونية لها نفس متعة الصحافة الورقية.

اما في الدول النامية والتي ما زالت تئن تحت وطأة امية القراءة الهجائية البدائية فان الفقر يلعب دورا مؤثرا في اشاعة امية الانترنت نظرا لعجز الملايين عن امتلاك جهاز كمبيوتر او هاتف ذكي او جهاز ايباد.

ولكن سوف تتخلى الطبقات الثرية والوسطى في هذه الدول عن الصحف الورقية لعدة اسباب

اولا : الصحف الالكترونية العالمية اسرع واشمل في نقل الخبر بما فيه الخبر المحلي عبر مراسليها في انحاء العالم حيث انخفضت تكلفة التراسل بشكل هائل .

ثانيا : ان الصحف الالكترونية العالمية تقدم لهم المعلومة مباشرة فور حدوثها على اجهزة هواتفهم الذكية

ثالثا : توفر الترجمة الفورية المباشرة لجميع لغات العالم في جميع الصحف الالكترونية العالمية

السؤال : اليست معنية مؤسسات العرب الصحفية بقراءة هذه الدراسات واتخاذ خطوات واجراءات تضعها في موقع المنافسة في هذا العصر الجديد .. عصر المعلومات

 

 

 

 

أضف تعليق