تصويب الفكر كفيل بتصويب المسار

تصويب الفكر كفيل بتصويب المسار

بقلم : د. ندا الغاد

رغم الضجيج الذي جرى حول ما سمي ب هكرزة العدو الاسرائيلي .. الا انني ارى ان المستفيد الوحيد من هذا العمل هو العدو الصهيوني الذي سارعت الدول الغربية وامريكا للتعاطف معه ومده بتقنيات جديدة لدعم قدراته التكنولوجية .. كم اتمنى ان يركز شباب فلسطين والمناصرين للقضية الفلسطينية في سبر غور التقنية الرقمية وابداع اشكال جديدة من الوسائل للتاثير على الراي العام العالمي بل وحتى على الراي العام الفلسطيني الرازح تحت مشاعر انتظار المخلص من خارج الحدود .. لانني وبصراحة من خلال متابعتي لعدد ضخم من صفحات الفيس بوك ومواقع الصحف والمجلات والمواقعالالكترونية الفلسطينية يمكنني القول ان معظم ما تحتويه تافه لا قيمة له ومضيعة للوقت وصحفا لا قيمة لمحتوياتها ولا تجد اختلافا بينها في المحتوى ومقالات لا صلة لها بحياة الناس ومطالبهم وحاجاتهم ولا علاقة لها بالنقد (الا العدو) لان ذلك لا يكلف ثمنا ..

فاذا كان العامة مشغولين بالتسلية والدردشة بكل ما تتضمنه من نفاق اجتماعي وغزل وتغزل بالنساء ..والعكس

واذا كانت النخبة من الكتاب لا يجروء احدا منهم ان يكتب مقالا يؤيد فيه اضرابا للمعلمين .. ولا مقالا يتحدث عن فوضى الاسواق والغش والخداع .

ولا تجد كاتبا يجروء على نقد السلطة ونقد الجشع ونقد الرشوة والواسطة والمحسوبية

ولا تجد كاتبا ينتقد المناهج التعليمية ولا مبالاة المدرسين وبيروقراطية وزارة التربية والتعليم

ولا تجد مقالا يتحدث عن غلاء المعيشة وارتفاع الاسعار والمهانة التي يعيشها الفقراء في الضفة او غزة

ويمكنكم التاكد مما اقول بمراجعة الصحف لمدة شهر

واذا كانت السلطة حصرت نشاطها بالهيئات الدولية وعزلت نفسها عن الجمهور وقضاياه وهمومه بل اصبحت سلطة قمعية دكتاتورية تحاصر كل من يجروء على التفكير فما بالنا بمن ينتقد

في ظل هذه الظروف ما فائدة ان يتم ايقاف كمبيوتر عدد من المؤسسات الصهيونية لبضعة دقائق وفي وقت اصلا لم تكن المؤسسات عاملة في ساعات الفجر ..

ورغم هذه الصورة السوداوية وشيوع ثقافة ما بعد الضيق الا الفرج وثقافة سينتصر الحق في النهاية .. وثقافة عودة عيسى وينطق الحجر ليقول ورائي يهودي تعال واقتله .. رغم كل هذا فهناك بوادر ظهور طليعة رائدة مستنيرة .. لتطلق الرصاصة الثانية كما اطلق ابائهم الرصاصة الاولى في ليل كان اكثر سوادا مما هو عليه الان

أضف تعليق